العالم مزدحم جدا، هنا أحاول أن أوجد لي فيه مساحة أتواصل بها معكم.

رشفة تخطيط!

·        أنا سئمت  ومللت من وضعي الحالي و أحس أني أعيش على هامش الحياة وأرغب بأن أفعل شيئا مختلفا و ذا قيمة، ما الطريق إلى ذلك؟
·        "كل حزة لي رغبة وكل صباح طاري علي طاري " وكل يوم لي وجهة وكل عمل صار فزة، كل ما بدأت بمشروع أو عمل تركته وبدأت بغيره.  هل تشعر بأنك لم تفعل ما ترغب به وبأن الوقت يمضي بلا انجازات تذكر؟ كيف لي أن أوقف هذه الدوامة؟ هل سئمت مزاجيك ؟ فلك مع كل فكره هبة وانطلاقة وفورة تخفت مع مضي الوقت فلا تنجز ولا تحقق ما بدأت به؟ فكل يوم تبدأ بشيء وتتركه وتذهب لغيره فلا أنهيت الأول ولا الثاني؟
·        أشعر أني مبعثر ولا أنجز شيء يذكر، أحس بأني صرت بعيد عن الأشياء التي تمنيت أفعلها ولا زلت أجلها، أحلام الطفولة غابت وأمنيات الشباب صارت بعيدة المنال هل من سبيل لإحيائها وتحقيقها؟، كيف أمسك بزمام أموري وأقود حياتي بشكل صحيح؟
·        كلما طرقت بابا وجدته مغلقاً، العقبات أمامي كثيرة، كيف التعامل معها والتغلب عليها؟
·        أنا عندي طموح وعندي طاقة، ودي أفعل شيء مختلف، أرغب بأن أترك أثر فيمن حولي ومن بعدي، لكن لا أعرف من أين أبدأ؟ عفوا أحيانا أعرف تقريبا من أين أبدأ لكن كيف أبدأ وكيف أصل لا أعرفها؟
·        أحيانا أحس إني تحليلي ومنطقي وأحسبها بالأرقام ومرات أخرى تغلبني عاطفتي. أتمنى إني أرغب بالتعرف على نمط شخصيتي بل وأنماط شخصيات اللي حولي.
·        أنا عندي موهبة بل متعدد مواهب لكني لم أجد جهة تستثمرها فأنا لا أعرف كيف أستثمرها و أنطلق بها خارج نفسي؟
·        أجهدت نفسي بعمل أمور فلما انتهيت اكتشفت أنها ليست ما كنت أبحث عنه، كيف أتعرف على رغباتي الحقيقية التي تستحق أن أعيش لها؟ أنا أتحدث هنا عن أموري الحياتية لا الأخروية ، أشعر بأني أسير إلى المجهول أو أني ببساطة لا أدري إلى أين تسير أو ربما أدري لكن أشعر بأن رؤيتي لمستقبلي تلفها الضبابية؟ أتريد أن أحدد رسالتي ومهمتي الأساسية في الحياة ولكن لا أعرف كيف؟ هل ترغب بأن ترسم صورة لمستقبلك التي تريد أن تصل إليه بشكل علمي ومنهجي مبسط وصحيح؟
·        بودي أن أكون حكيما ، عارفاً بصيراً بأموري ، بودي أن أستفيد من تجاربي فضلا ً عن تجارب غيري فقد خضت تجارب كثيرة لكني أكرر أخطائي وأشعر بأني لم أتعلم منها بما فيه الكفاية ، هل هناك طريقة أستطيع من خلالها رصد تجاربي الشخصية وخبراتي الحياتية ، لأستفيد منها وأبلور حكمتي الخاصة؟
·        لا أخفيك أشعر أحيانا باضطراب في سلم أولوياتي في الحياة فأقدم أشياء مهمة على حساب أمور أكثر أهمية ، وأحيانا أنشغل في زحمة الحياة عن القيام بواجبات أساسية كدوري كابن أو كأب أو موظف يبي يحلل معاشه ؟ ومرات يضيع وقتي في على أمور لا فائدة منها بل ربما عادت علي بالضرر؟ أريد أن أوقف هذه الدوامة ولا أدري كيف؟
·        هل ترغب بالتعرف على أدوارك الحياتية بشكل عميق وناضج وتتعرف كيف تجعل عجلة حياتك تدور بشكل سوي ودائم؟ وتتعرف على جوانب الخلل والقصور فيها بشكل شامل وتفصيلي أيضا؟ وتوجد توازنا بين الأمور  التي تستهلك وقتك وتلك التي لا تعطيها إلا النزر اليسير رغم صوت داخلي يدعوك للالتفات لها؟
·        أحيانا أقوم بأشياء لا أدري لماذا أقوم بها رغم أني أكون قد قطعت عهدا على نفسي أن لا أكررها لكنني أكررها وكأنني مرغم على ذلك! كيف أتعرف على الدوافع العميقة داخل نفسي التي تحثني على الفعل والترك؟ وعلى تلك التي تحرك ردود أفعالي وعلى قراراتي المصيرية؟
·        أحيانا ً أشعر بأني قوي وقادر على فعل الكثير ، لكني بعدها يجتاحني شعور آخر وأرى أنني لا أمتلك مواهب مطلوبة أو قدرات معينة و هي أمو ستمنعني عن تحقيق ما أريد ، كيف أتعرف على وضعي الحقيقي بشكل صادق ومتزن، فأضع نفسي في ميزان الحقيقة بدون محاباة ولا مجاملة؟ فاعرف نقاط قوتي لاستثمرها  ونقاط ضعفي لأعالجها؟ وأرغب بأن أكون قادر على رصد الفرص لأقتنصها ؟ وتوقع العوائق وتجاوزها؟
 إذا كان أي من هذه الأسئلة يشغلك فأنت بحاجة للعمل الجاد لتغيير طريقتك ومنهجك اليومي، وقد يصل الأمر إلى ضرورة التغيير على مستوى القيم والمشاعر والدوافع.
ها هي سنة تنقضي وأخرى تولد ، والبعض لا يتغير في حياته سوى عدد السنوات التي يحملها على عاتقه، أما الانجاز والعمل والاستمتاع والسعادة فربما عاش في إملاق. الثقة و الوجهة والأمل والقيم المحركة والالتزام والانضباط والصبر على بناء الذات والنهوض بها كلها أمور لا بد منها للإجابة على هذه الأسئلة ومثيلاتها.
 الملل والرتابة والشعور بعدم وجود القيمة كلها أمور تأكل الروح وتقتات على القلب وتسير بالإنسان نحو الاحتراق الكامل.
 لن أطيل عليك لكن سأنصح نفسي بالنيابة عن نفسك بواحدة ولعها تغني عن كثير وهي التأمل في الكتاب المسطور والمنظور والتعلم منهما والعمل بمقتضى هذا التعلم والالتزام بذلك فترة من الزمن إلى أن تتحول هذه الأمور إلى عادات وطبائع جديدة. هذه الطبائع ستعيد تشكيلك وتكوينك. الزبدة لا بد من أن تربي ذاتك لتحقق طموحاتك.

نقاء فإقصاء فتشظي !!!

لن نتفق حتى نعرف كيف نختلف، ولن نختلف بشكل منطقي وعادل حتى نعرف ما نحن عليه وما عليه الآخر، وهذا لن يتحقق مالم ننصت لصوتنا الداخلي وثانيا للآخر الذي يحدثنا ونتفهم عنه ماذا يريد مقابل ما نريد ، وعن ما يود قوله عن ما نود سماعه ، كما أن نكون معا لا يعني أن نكون متطابقين ولا أن نكون إعادة استنساخ لبعضنا، وأن تنوعنا بلا شك أكثر نفعا لنا ولغيرنا، وصحيح أن ليس كل خلاف محمود لكن الصحيح أيضا أن ليس كل خلاف مذموم.
اليوم، نعيش في مجتمعنا حالة من أقسى حالات الإقصاء والتغييب تحت أوهام النقاء والصفاء بشكل يتضخم يوما تلو الآخر، حالة اصطلى بنارها كثيرين ، و مشى على رمضائها أكثر، حالة تحتاج إلى الكثير من التقصي و الدراسة و التأمل من قبل المتخصصين سواء في علوم الشريعة أو علم النفس و الاجتماع لمعرفة كوامن الداء و أسبابه و كيفية علاجه فضلا عن معالجته أو تغييره إلى وضع أفضل و حال أكمل.
إن الحجر على آراء المخالفين وإلغائها والتعصب للرأي تعصبا لا يعترف معه للآخرين بهامش ذكاء ولا بقايا نباهة أمر مزر حقا، جاء تويتر وأخواته ليفضحوا هذه الحالة والتي من الإمكان القول أنها سمة اجتماعية أكثر منها فكرية فلدينا من كل مذهب وجماعة وطائفة وفئة وعرقية مصابون مما ينبيك بأنها علة عامة أكثر منها خاصة.
لطالما رأينا أفرادا و ربما من المتصدرين للرأي العام من يتوهم ويتعامل ويتفاعل وكأنه وحده على الحق ومن عداه على الضلال, لأهون سبب و لأبسط خلاف يتهم من يخالفه في الرأي بالجهل واتباع الهوى ،ومن خالفه في السلوك بالفسوق والعصيان ،ويكأنه جعل من نفسه معصوما ، ومن قوله وحيا يوحى ! وإن لم يزعم ذلك بلسان المقال و لكنه يترجمه بشكل سافر بلسان الحال و المقام.  
لسان حالهم
من حقي أن أتكلم ...ومن واجبك أن تسمع ..
إذا تكلمت أنت فأنت متعالم متصدر و إذا تكلمت أنا فأنا محتسب لسد ثغره ...
رأيي صواب لا يحتمل الخطأ .. ورأيك خطا لا يتحمل الصواب ...
 أنا متبع للسلف وعلى المنهج السوي و لو خالفت أصولهم ...
و أنت مبتدع منحرف و لو كنت على الجادة ..
كيف لهذا الفكر أن يلتقي مع غيره؟،
أين يقع منتصف الطريق الذي يمكن التحاور عنده؟،
 كيف الوصول إلى الحلول الوسط مع من يعيش في الأطراف لا يتحرك منها قيد أنملة؟،
كيف الطريق إلى وسطية مع من لا يعرفها فإذا عرفها فهو لا يعترف بها، بل يعدها تمييعا و زيغا عن ملة ابن عبدالمطلب ؟!!!
كما رأينا من يدعو  للحرية ولا ينقصه  شيء غير تبني الحرية، يتبنى حكيا يخالفه بفعله في كل مناسبة ، بل بلغ بهم الأمر أنه يستعدي الدولة على مخالفيه بشكل وقح وفج ويستقوي بالجهات الرسمية على من نازعوه قيادة الرأي العام وأحيانا دون ذلك بكثير، بل هاجم المجتمع تحت مبررات الخوف من هيمنة المخالف الذي سينفيهم فتحالف مع الفساد وتلوذ بألوانه ،وأشكاله ، وسمعت وسمعتم ورأيت ورأيتم ...
@4abdullah

عفويتنا...المفقودة!

العفوية وجه من وجوه البراءة والطهر، لأنها نحن بلا رتوش وبلا استعداد كبير ولا تمثيل احترافي على مسرح الحياة، ردود أفعالنا بها تحركها دوافعنا الداخلية المتوثبة قبل أن تكبلنا أغلال ماذا سيقولون؟ ما رأيهم؟ ما حكمهم؟ ما تقديرهم؟ صحيح أننا نكبر ونتعلم ولكننا نقوم في ذات الوقت أيضا بلف الكثير من القيود والأغلال حول قلوبنا وعقولنا وأرواحنا.

في داخلنا نفس ذلك الطفل الذي يحب اللعب والعبث والتسامح والتنافس، فنخرج عفويون و نتحدث ببساطة ثم يعود المجتمع ليطوعنا لنمارس التمثيل فيه باحترافية، لنعيش في الموقف الواحد موقفان معا أحدهما ما كان بودنا فعله يقابله ما يجدر بنا إجتماعيا وثقافيا عمله ، ما نسعد به ونرتاح له وينسجم مع صوت شجي داخلي ينادينا، وما نعتقد أنه سيكون الأنسب لفهم الناس ولتقديراتهم.

هل العفوية نضج ؟ أم طفولة؟
هل العفوية طهر أم سذاجة؟
هل العفوية ذكاء أم سطحية وبساطة؟
هل العفوية صح أم خطأ نندم عليه لا حقا؟

مع العفوية، عندما ترى أمرا يعجبك تثني عليه و تتحدث عنه، لكنك بدونها ستفكر كثيرا ماهي ردة فعل الآخر، كيف سيفهمون ملاحظاتي وماذا سيقولون وكيف وماذا ولماذا وأخواتها

نتعامل بعفوية ونقول الكلمة ببراءة ثم نشعر بعدها بتأنيب ضمير أو باغراق في تفكير لا منتهي ولا مبرر له بل ولا منطق يستمر يشغلنا كثيرا

هل ابعدنا "الاتيكيت" الاجتماعي عن عفويتنا ونال من راحتنا؟ هل أقصتنا البروتوكولات الاجتماعية عن بساطتنا؟
في العفوية حرية البيان والتبين والسؤال والتساؤل، نترك السؤال في حينه كي لا يساء فهمنا أو ينخفض قدرنا وتقديرنا في عيون الاخرين!
السؤال بطبيعته تعلم وفضول ، اليوم تهيبناه جدا حتى ولو كان بيننا وبين أنفسنا.

في البدايات إذا طالعت كتابا أو رأيت مشهدا نعيش أجواءه لدرجة التماهي معه و تتأثر نفسيتينا ومزاجنا به، فلا نزال نهرب أو تهرب عفويتنا منا لتفقد الأشياء قدرتها على التأثير فينا ودمجنا في روحها.

وهل ذهاب العفوية وانصرافها لازمة من لوازم تطوير خبراتنا ومهاراتنا؟ لماذا لا نجعلها جزء من احترافينا فنمارس الحياة باحترافية عفوية فنطور ابتسامة صادقة ونكتسب مهارة الثناء على الجميل بعفوية، ونعبر بعفوية

عندما تنصرف العفوية تقبل الأنا ممتطية التكلف والتزين والبهرجة غير الصادقة، تنصرف الكثير من اللحظات لاعداد ما لم نعتد عليه سلفا.
في عالم مليء بالشكليات والطقوس الاجتماعية نحن أحوج ما نكون لاستعادة عفويتنا المفقودة!

@4abdullah

انعتاق ... أدنى من قاب قوسين.

في وسط السوق
ضجيج الناس
رسفٌ في الأغلال
بكم؟
من أي البلاد هو؟
هذا يديره؟ وذاك يدور حوله!!
وذا ينظر في وجهه؟ و آخر في قفاه ، لعله يجد كية تدل على مرض قديم!!! وينظر في يديه ، هل اعتادتا العجن أم حمل المسحاة؟
هل هما خشنتان كنتيجة لعمل جاد يومي أم ناعمتان كدليل على الخمول والكسل؟!
ذاك يسأل: هل اشتريته من الشام أم الحبشة؟
يخلع أحدهم رداءه عن صدره ليتأكد هل هو معافى؟
أما هو ففي صمت قاتل وعينان تلتهمان الحيرة واللامبالاة التهاما
يتأمل في وجوه الناظرين إليه و السؤال الأهم
أيهم سيكون سيده القادم؟
حال هذا (القين) الذي بيع يوما في سوق النخاسة ليس بأحسن حالا ممن يعيشون رقا فكريا و استلابا نفسيا.
قد يكون ظاهر البعض الحرية ، لكنه في حقيقته يعيش صورة من أقسى أنواع العبودية، إن في الذين (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ([التوبة:31] نموذج صارخ لنوع من أنواع العبودية المقيتة كان ولا يزال قائما يبيع المرء في سوقه دينه ودنياه لأجل وهم لا حقيقة له، وإن في الركون لبعض الأنظمة نوع مهين في علاقة الحاكم بالمحكوم ( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) [النمل:34] ولولا ركون الناس في البدايات لما تفرعن الفراعنة وفي المثل قيل: يا فرعون من فرعنك؟ قال: لم يمنعني أحد!
وفي اتباع النفس والنزول الدائم عند رغباتها وأهوائها وجه من وجوه فقدان الحرية ) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) [الجاثية:23] ولا تعجب فقد يكون هذا الأمر محببا للنفس تدفع له العواطف ففي بعض العشق واتباع القلب استلاب للحرية  
وإن حكمت جارت علي بحكمها    ولكن ذلك الجور أشهى من العدل
وفي اتباع العقل الجمعي استلاب للحرية ( لا يكن أحدكم إمعة يقول أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إنْ أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم ) رواه الترمذي، ،
بل إن كل ما لا تستطيع الاستغناء عنه هو في حقيقته يملكك ولا تملكه ولو توهمت عكس ذلك، فالحرية في بعض معانيها هي القدرة على الاستغناء ،وقد قيل ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس، وعن سعد بن أبي وقاصٍ رضي الله عنهُ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: ( إن الله يحب العبدَ التقيَّ الغنِيَّ الخفيَّ) رواه مسلم. والمراد بـالغنيّ غنيٌّ النفسِ.
قد تكون للحزبية ثمرات من خلال إيجاد بيئات تعاون و تكاتف و رؤية جماعية تساعد على العمل الهادف و تحقيق الأهداف و الطموحات الحرة ،لكن كم ستكون " نكبة " عندما تتحول إلى رق غير مدفوع الثمن.
إن المملوك لا يملك خياراته بنفسه ولا يعمل لمجده و لا لإيجاد ذاته بل كل سعيه مرتكز لصالح سيده، يقال أن مملوكين في سالف الزمان أخذا يتمنيان فقال أحدهما أتمنى أن تمطر السماء ذهبا فقال الآخر و أتمنى أن أجمعه كله لسيدي ليعفيني من العمل ذلك المساء ،فأخذهما الضحك على وقع هذا الحلم الجميل!!
إن البعض سلبت الحزبية و بعض المفاهيم المحرفة للعمل الجماعي منه أهم شيء وهي حريته و استقلاليته، إن الإنسان فضل بالتكليف و الاختيار و تحمل المسئولية ومن الجميل الضروري أن يحافظ عليه ، ينبغي أن لا نرضخ لمن يرغب أن يملي علينا خياراتنا بالتعسف و الجبر و القهر أو حتى بالإحراج ،فنقبل و نرفض بقناعاتنا الداخلية وتقديراتنا الخاصة.
المهم ألا يفرض علينا شيء بالقوة
يدخل الشخص في جماعة أو حزب و بمجرد فترة يجد نفسه يفقد الكثير من حريته
ربما لا يشعر بهذا الأمر ابتداء لكن بمجرد محاولته الخروج على النسق الثقافي أو الفكري للتكتل أو الحزب حتى يجد الجفاء و الإيذاء النفسي
إن جمال حياتنا يكمن في أخطائنا و بتصحيحنا لها ،إنها بشريتنا و إنسانيتنا ، لو شاء الله لخلقنا ملائكة لا نخطئ و لكنه أراد لنا أن نكون بشرا خطائين و رغبنا بأن نكون توابين

الحرية رائعة ، علمتني الحياة أنها لا تقدر بثمن!

حكاية (شمس) ... للإقتداء!

تأملها...

تشرق كل يوم ولا تبالي ،أرخت خيوط النور على أحد أو عَدَم ،صالح أو طالح ، بر أو فاجر ،حي أو ميت.
تشرق في الوقت الذي يناسب طبيعة مهمتها ولا تتعاطف مع النائمين في ملتقى النور ، لأنها لو تأخرت لترضي هذا وذاك لتعطلت نواميس الحياة،
الشمس لا تغطى بغربال ولا يخفيها شخص وضع كفه على عينه لا يريد أن يراها ،لذلك (مكبره راسها) ولا تتوقف عند حُجاب النور ،تحضر ولا تغيب لواحد حاول إخفاءها بل تسمح له بلحظات من التميز ولو كانت السبب في وجوده فأروقة ودروب الحياة تتسع لكل أحد، واثقة بحجمها وقدرها ،لا تتضايق لأمجاد العابرين فتشرق ولا تشغل بالها بغيوم طبعها الترحال لأنها وجود ثابت، فالناجح يسعد بالناجحين دوما.

وفي الليل تغيب عن عيون الناس كي تتيح الفرصة للقمر يأخذ دوره فهي لا يعدم من صاحَبها الظهور فما نور القمر إلا بريق أشعتها على جبينه الوضاء وليس هذا هو السبب الوحيد بل إنها لا ترغب أن تمل فتزور غبا لتزداد حبا.

الشمس لم تطلب من (تَبَّاعِها) أن يتبعها لكنه إذ فعل فهي لا تتضايق ،فالبعض خلقوا طقوسيين لا يعيشون بدون شمس في حياتهم
يقتاتون على نورها.

بضاعتها الضياء والنور،لا تكل ولا تمل من عرضها ولو غطاها الغمام ولم تغيرها حتى في أوقات الكساد ،مجللة بالهيبة فإن أحدا لا يملؤ عينه منها رغم أنه يراها كل يوم.
محافظة على علوها وقريبة بنفعا، فإذا أردت العلو فاسرج خيول النور وامتط صهواتها فإن العالم العلوي لا يعرج إليه إلا على نور.
كن كالشمس مضيئا بذاتك سراجا وهاجا
ولن يكون لك ذلك الا بسيرة النور والعلم نور لا يؤتاه عاصي!
تحضر دائما وبنفس بهائها فلم تحضر هلالا وآخر بدرا بل هي البدر كل أيامها
سخية تبذل الضياء ولا تنتظر الثناء ، بل لا تزال تبذل ضياءها حتى ومن الناس من يضايقه فرط جودها أحيانا ،وإذا كسفت ، لم يكن غيابها حدثا عاديا
فإذا صرت في العلو مثلها فابشر بالحسد فالناس تحسد الرفيع العالي لا الوضيع الداني

حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ
فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ
كَضَرائِرِ الحَسناءِ قُلنَ لِوَجهِها
حَسداً وَبَغياً إِنَّهُ لَدَميمُ
وَالوَجهُ يُشرُقُ في الظَلامِ كَأَنَّهُ
بَدرٌ مُنيرٌ وَالنِساءُ نُجومُ
وَتَرى اللَبيبَ مُحسَّداً لَم يَجتَرِم
شَتمَ الرِجالِ وَعَرضُهُ مَشتومُ

الشمس واقع وحقيقة يراها الناس لا خبرا يسمعون به ولا يرونه، وجل الناس تهتدي بقول الأول
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعتَ به
في طلعةِ الشمسِ ما يغنيك عن زُحَلِ ...
قلل وعودك وحديثك عن نفسك ما استطعت واترك الإنجازات تتحدث.

(الشمس من مطلعها تبين) فكن مثلها في مطالعك وبقدومك الخير. فعندما تحيق ظلمات اليأس بقلوب من حولك فكن لهم إشراقات الأمل وثغر النور وبسمة الضياء ولا تتخلى عنهم!

وتذكر أن بإمكانك أن تكون الشمس أو القمر أو تباعها أو أن تبقى كهفا في معزل عن قصة النور. وإذا قررت أن تكون شمسا فاشرق ولكن إياك ان تكون حارقة!

إذا علوت بحق وأشرقت بجد ستجد نفسك
بأنك شمس والأنام كواكب
إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

حينها لا تمن عطائك ، فلم تقل الشمس يوماً للأرض ولا للناس ولا للنباتات أنتم مدينون لي بضياء وبدوني مصيركم الظلماء!

@4abdullah

عقدة الرواية الواحدة!

نشأت صغيرا ولدي تصور عن الأشياء التي تحيط بي، تشكل بعضها بسبب الذين اختلط بهم ، وبعضها من دروس المسجد ، التاريخ كان برواية والدي وكبار السن الذين "يدهلون" مجلسه رحمه الله وإياهم، أما العالم الخارجي فكان برواية تلفزيون الكويت، حرب العراق وايران مثلا عرفتها برواية حكومية حالي حال الشعب الذي حدد الظالم والخطر والمظلوم الذي يجب ان ينتصر.
كانت رواية واحدة لكن بطبعات متجددة ومنقحة تعزز نفس التصور عن كل حدث ، قد تكون صادقة أحيانا لكنها لم تكن كاملة غالبا
عرفت المذهب الشيعي برواية واحدة ومتعددة لكنها تعضد بعضها بعضا
التصوف عرفته بنفس الطريقة أيضا
الدول والاعراف ثم الشعوب والامم
كلنا وبدرجات متفاوتة أسرى للرواية والحكاية الواحدة التي تنتهي بتشكل تصور واحد يزيد وينقص لكنه في النهاية واحد
رواية واحدة و وجه واحد من اوجه الحقيقة يرسخ في أذهاننا تصورا نحسبه كل شيء، تشكل نسخة معتمدة عنك وعني وعن اي مجتمع و حدث بل أي زمن!
نقرأ الماضي والحاضر والمستقبل عبرها ومن خلالها وإن تفاوت شيء فهو بسبب تفاصيل أهملناها أو أحداث أضفناها لكنها هي هي نفس الرواية.
لكل قبيلة روايتها الخاصة عن الأخرين التي تبني تصوراتهم وتعززها، ولكل فئة روايتها الخاصة عن الفئات الأخرى، ولكل مذهب روايته الخاصة عن المذاهب الأخرى ،لكل جماعة وحزب رواياته الخاصة أيضا
قراءاتنا وسواليف وقصص الشياب شكلت نسخة الرواية عن حدث ما
منهاجنا الدراسية والتعليمية
عقائدنا وأفكارنا الأساسية
كلها شكلت تصوراتنا وروايتنا عن الأخر
النسخة الموجودة من رواية الغزو عند فئة من الناس مغايرة لتلك الموجودة عند الفئات الأخرى
الحقيقة ليست وجها واحدا
البيت ليس واجهة واحدة
الواجهة الواحدة تخبرك بجزء من المشهد لكنها لا تحيط به بالكامل
نحن مجتمعات غرقت في عقدة الرواية الواحدة لكل شي!  " وما آفة الأخبار إلا رواتها" فإلتهمتنا "حدثني ثقة" ، و "الناس يقولون".
الرواية الواحدة تجعلنا ننمط فهمنا عن كل شيء عن زيد وعن حدث وعن جماعة وعن مذهب
التنميط يجعلنا نعمم بشكل لا يخلو من سذاجة وجور وطفولية في التفكير والتقدير
التعميم خلل آخر من أخطاء اللغة والتفكير " كلهم كذلك"
هل كل هذه الروايات صادقة؟ وإذا كانت صادقة فهل كانت وافية كافية شافية؟
المشكلة تنفجر عندما تمتهن هذه الرواية الآخر وتسيء إليه وتعزز احتقاره ونحتفظ بها خاصة نتداولها في أوساطنا المغلقة ولكل مجموعة منا أوساطها المغلقة
لن نعرف الحقيقة كاملة حتى نعرف مجموع الروايات الكاملة عنها،و حتى نستمع
نستمع لنفهم لا لنحاكم
نستمع لنتبين لا لنوجه
نستمع بتواضع حقيقي لنحيط بالحقيقة ولن تمكن من الاحاطة بها كاملة بل بقدر معقول ومقبول منها
إن تعودنا على نموذج الرواية الواحدة جعلنا نشعر براحة وحسم يصاحبه ازدراء لذكاءات أخرى، فنعجب كيف غابت عنها الحقيقة التي اكتشفناها
نسينا أن الذي غاب عنها غالبا ليس كل الحقيقة بل نسختنا من الرواية لا كل اوجه الرواية!
كم هو محزن ان يكون هذه الرواية مكتوبة بقلم غير امين لغاية غير امينة فنظن هذه الخيانة حقيقة وهي غير ذلك
ابحثوا عن روايات اخرى لوجه الحقيقة
تأملوها وقارنوا بينها
فالروايات ألوان نضيفها للمشهد تبين لنا فروقات جوهرية لطالما غابت في رواية بيضاء أو سوداء.

مذهب الحكومة!

استطاعت الحكومة خلق أيديولوجية جديدة للحكم للاستخدام العملي أكثر منها للتنظير. و هذه الأيديولوجية تكونت من مزيج غير منسجم من الأيديولوجيات الحية و المتصادمة أحيانا كثيرة، استطاعت حكومة الخبرة أن تجعلها متعايشة إلى حد كبير ، فطورت خلطة أيديولوجيات تتناول منها ما تشاء حينما تشاء و دعتها الضرورة لذلك.
ديموقراطية وليبرالية وإسلامية سنية وتارة شيعية وقبلية بل حتى في الاقتصاد فهي مرة رعوية أبوية وهو الغالب عليها إلا أنها في مرات أخرى اشتراكية و رأسمالية معا!
تتبنى الديموقراطية و رأي الأغلبية متى ما احتاجت وضمنتها لجانبها أو ضعفت مؤقتا أمامها، ثم ستجد فيها قومية عربية حادة في مواقف معينة ونزعة إنسانية عالمية في مواقف أخرى ،وتجدها إسلامية إذا وجدت في الخطاب الاسلامي ما يسعفها أمام المطالبات الليبرالية و على الضد قد تجدها في قرار آخر و في موضع آخر ليبرالية تشجع الحرية الشخصية و تطلق لها العنان إذا أرادت التفلت من التزاماتها أمام الإسلاميين !!!
تتلون لتمارس دور دولة المؤسسات و في تغير سريع  تتحول إلى قبيلة وعائلة تحكمها السلوم و الأعراف و العادات في نكوص واضح عن كل ما سبق .
الديموقراطية هي حكم الأغلبية و هم الشعب في الغالب، نجد أن الحكومة تكون على هذا الخط حينما يطالب الشعب أو بأمر لا تجد مانعا من تطبيقه لتتزين بثوبها الذي تفاخر به الآخرين و هو أنها دولة ديموقراطية.
 إلا أنها ليبرالية تنادي بحرية الفرد حينما يقترح الشعب عبر ممثليه البرلمانيين أو الناطقين باسمه مشروع تدعمه أغلبية شعبية فيبطلونه بالمبدأ الليبرالي و هو أنه سيؤثر على بعض الحريات في حين أن الديموقراطية هي صوت الأغلبية لا صوت الجميع و في هذه المرحلة تجيد و بإتقان هذا التلون فحينما ترتدي ثوب الديموقراطية ترد على الليبراليين بأن هذا حكم الشعب الذي ارتضيناه جميعا و حينما ترتدي الثوب الليبرالي فإنها ترد على الأغلبية بإن الكويت دولة يتعايش فيها الجميع و يجب علينا حماية حقوق الأقليات و أن لا نتعرض لحرياتهم و هنا يدعمها الخط الليبرالي بأقلامه و كتابه كما دعمها الديمقراطيون حينما تزينت بالثوب الديموقراطي. ونفس الأمر عندما ترفع صوتها بالشريعة فيجند لها الإسلاميون أقلامهم وأحلامهم!
و في مرحلة ارتداء الثوب القومي تنجرف باتجاه العاطفة القومية و بشكل بعيد عن التروي و عن تأمل العواقب كما كان منها قبل 2/8/90 حينما تسربلت الثوب القومي في دعم حامي البوابة الشرقية و أخذت ترسم في أذهان الناس صورة مغايرة للواقع عن قادسية صدام البعثي لتواجه ويواجه الشعب بعده اختباراً قاسياً
الغريب أنها مع تلونها و تقلبها هذا تجد كتاب الحركات يقومون بدورهم بإكمال المشهد عبر الدعم و المساندة. إنه الجهل الشعبي و غيبة الوعي عن إدراك و استيعاب  المشهد و الدور الذي تمارسه الحكومة باحتراف على مسرح الحياة.

رحلة...

" المقابر مملوءة بأشخاص كانوا يعتقدون بأن العالم لن يستمر بدونهم" هكذا تقول الحكمة، كلمات صادقة وأعتقد أن لها وجها آخر و هي أنها مملوءة أيضا بأشخاص ظن الكثيرون أنهم لن يستطيعوا العيش بدونهم، و هو شعور يغزو قلوبنا عند فقد أي حبيب أو غالٍ. لازلت أذكر أني في مرة من المرات عندما خرجت من عزاء بصحبة الوالد فخطر في بالي مثل هذا التساؤل فارتبكت و تعوذت بالله من إبليس.  " لا يبه ...عسى يومي قبل يومك " " يمه ما نقدر نعيش بدونك" " فلان تكفه لا تخرعني ...فال الله و لا فالك" و كلمات من هذا القبيل لكن ما هي إلا حفنات من الرمل تحثى على القبر فينطلقون و هو يسمع خفق نعالهم حتى ينسى ليصير خبراً بعد عين.
ما أهون الدنيا و الحال كهذه. أحيانا يقول أحدنا ماذا سيفعل صغاري لو تركتهم و هم أحوج ما يكونون إلي و يشغله التفكير بهم عن العمل لهم. كما أن البعض صار من الغرور بمكان حتى ظن أن كل شيء سيتعطل في غيابه و أنه المهم و أنه الذي لا يستغنى عنه فلما حم القضاء انكشفت له حقيقة طالما أغفل عنها و غيبها من قاموسه، و هي أن الدنيا ماضية في دربها في وجوده وفي عدمه و أنه دخل الدنيا كما دخلها من كانوا قبله و هي ماضية في دربها و سيغادرها و لم تزل كذلك، قطار ماض في دربه يركبه قوم و ينزل آخرون لا يدري الراكب متى يركب و لا النازل في أي محطة سوف يُنزل. و كم من راكب صعد هذا القطار و نزل في أول محطة أمامه و كأني به يتشبث بأبواب القطار لا يريد النزول يصرخ لم أركب إلا للتو فلان ركب القطار قبلي خذوه فيقال كلكم سينزل حينما يحين موعد نزوله.فيصرخ ولكني لم أستمتع بالرحلة فيرد عليه و من حدثك أن رحلة القطار للاستمتاع فقط إنها للسفر ثم إن قطارنا هذا يسير باتجاه واحد و لا يرجع للوراء..نعم أدري و لكني اشتغلت ببهرج المناظر على جانبي الطريق  فنسيت ... و ماذا عسانا أن نفعل لك أن نسيت هيا انزل لقد أكثرت من الجدل و نحن لا نراجع فنزل و أخذ يتبع القطار نظره حتى غاب في الأفق و يتساءل عن أهله في القطار و لكنهم كيف يتركوني هنا و حيدا و يذهبون بحاجياتي و أمتعتي معهم و هل سيعطونها أحدا غيري فيكون علي وزرها و لغيري نفعها ... ابتعد القطار فجلس أو بالأحرى ارتطم بالأرض.
يقول الرافعي "كن زيادة في الدنيا و لا تكن زيادة عليها" رحمه الله رحمة واسعة و معنى كلامه أن كل واحد منا داخل الدنيا و خارج منها فلا ينبغي لنا أن ندخلها و نخرج بدون أن نترك أثرا. كثير من الأفراد في مجتمعاتنا فخور بماضيه لكن حين تقلب صفحات ماضيه المطوية لن تجد شيئا ذا بال بل حاله حال الملايين الذين يولدون و يموتون ليس بين الأولى و الأخرى إلا استخراج شهادة الميلاد ثم استبدالها بشهادة الوفاة.
العظماء قلة لكنهم يصنعون التاريخ وهم مثلنا لأم و لأب و أعمارهم نفس أعمارنا لكن هممهم تختلف وهذا بيت القصيد. فبالهمم تكبر النفوس و تصغر.

ياله من قطار هذا القطار
@4abdullah

الثورة اللوثرية لإزالة الزيوف الليبرالية ؟!!!

أعتقد جازما أن الليبرالية الخليجية بحاجة إلى ثورة لوثرية من داخلها تعيد غربلتها و تصحح مسارها الوطني و القيمي بعدما شوِهت حسناتها فلم يبق للمجتمع إلا عيوبها و ومساوئها، فهل لها من "لوثر" أو "لوثرة" ليقوم بهذه المهمة العسيرة جدا؟.

إن كل حركة و تيار بحاجة للتوقف و المراجعة لتصحيح المسار و تدارك الأخطاء وتصويبها إن أمكن أو تجنبها و عدم تكرارها في المرات القادمة، و الليبرالية الخليجية ليست في غنى عن ذلك.
الكثير من رموز الليبرالية الكبار لم ينشئوا ليبراليين بل حطت بهم رحال التطواف الفكري إليها ، فلو فتشت في سير أعلامهم لوجدت الماركسي والشيوعي والقومي والتحريري والسلفي ...إلخ، مروا بتحولات أيديولوجية حادة ومنعطفات فكرية قاسية عدة مرات أثرت فيما بعد في نفسياتهم و أورثتهم حدة و قسوة مع المخالفين و هو الأمر الذي ترفضه ألف ياء الليبرالية.

في سيرهم شاهد على ما قاله ابن خلدون في مقدمته من تعلق المغلوب بالغالب، فلما كانت الشيوعية تحكم نصف الأرض التحق و قاتل بعضهم في معسكراتها بنفسية المبهور الذي يريد حمل الناس عليها ، فلما سقطت و خلت الساحة لليبرالية الغربية جرفه تيارها فانطلق يدعو لها بعقلية المغلوب المبهور أيضا الذي لم يستوعبها ، فصار أعداء الأمس قدوات اليوم و تحولت ساحقة الشعوب بقدرة قادر إلى البلسم الذي يداوي جراحه.

أعتقد أن الليبراليون الحقيقيون في الخليج يعيشون غربة حقيقية في وسط التيار الليبرالي العام بعدما تسلق على ظهره الانتهازيون والميكافيليون و غلبهم عليه الأصوليون العلمانيون. ما نراه هو أن الغالبية الظاهرة في الساحة هي للمتمسحين بالليبرالية و المتزينين بألوانها البراقة ليخفوا بكلمة الحرية ممارسة الاستبداد و بكلمة العدالة ممارسة الظلم و بكلمة المساواة ممارسة الطبقية ، هذه الألوان بمجرد أن ترتفع درجة حرارة الصراع الفكري أو أن يتعرض المجتمع لأحداث ساخنة تجد العرق وقد سال من على الوجوه ليكشف السوء الذي حاول المتمكيجون بالليبرالية إخفاءه.
لا بد من ثورة في الليبرالية على جموع الحرس القديم تجعلها قادرة على مواكبة حراك المجتمع و الاستجابة إلى متطلباته ،طليقة من آثار الهزائم الفكرية التي تحطم النفوس ، قادرة على أن تتعايش مع البقية على أساس من التقدير و الاحترام، مؤمنة بأن لديها أمور كبار مشتركه مع أبناء مجتمعاتها لا يجوز التفريط بها و لا المساس بقدسيتها و منها دين المجتمع و هويته . يا شباب الليبرالية إن نجحت ثورتكم عليهم فإياكم و ممارسة نفس الأخطاء لأنها ستؤدي إلى نفس النتائج، و التحية.