العالم مزدحم جدا، هنا أحاول أن أوجد لي فيه مساحة أتواصل بها معكم.

نقاء فإقصاء فتشظي !!!

لن نتفق حتى نعرف كيف نختلف، ولن نختلف بشكل منطقي وعادل حتى نعرف ما نحن عليه وما عليه الآخر، وهذا لن يتحقق مالم ننصت لصوتنا الداخلي وثانيا للآخر الذي يحدثنا ونتفهم عنه ماذا يريد مقابل ما نريد ، وعن ما يود قوله عن ما نود سماعه ، كما أن نكون معا لا يعني أن نكون متطابقين ولا أن نكون إعادة استنساخ لبعضنا، وأن تنوعنا بلا شك أكثر نفعا لنا ولغيرنا، وصحيح أن ليس كل خلاف محمود لكن الصحيح أيضا أن ليس كل خلاف مذموم.
اليوم، نعيش في مجتمعنا حالة من أقسى حالات الإقصاء والتغييب تحت أوهام النقاء والصفاء بشكل يتضخم يوما تلو الآخر، حالة اصطلى بنارها كثيرين ، و مشى على رمضائها أكثر، حالة تحتاج إلى الكثير من التقصي و الدراسة و التأمل من قبل المتخصصين سواء في علوم الشريعة أو علم النفس و الاجتماع لمعرفة كوامن الداء و أسبابه و كيفية علاجه فضلا عن معالجته أو تغييره إلى وضع أفضل و حال أكمل.
إن الحجر على آراء المخالفين وإلغائها والتعصب للرأي تعصبا لا يعترف معه للآخرين بهامش ذكاء ولا بقايا نباهة أمر مزر حقا، جاء تويتر وأخواته ليفضحوا هذه الحالة والتي من الإمكان القول أنها سمة اجتماعية أكثر منها فكرية فلدينا من كل مذهب وجماعة وطائفة وفئة وعرقية مصابون مما ينبيك بأنها علة عامة أكثر منها خاصة.
لطالما رأينا أفرادا و ربما من المتصدرين للرأي العام من يتوهم ويتعامل ويتفاعل وكأنه وحده على الحق ومن عداه على الضلال, لأهون سبب و لأبسط خلاف يتهم من يخالفه في الرأي بالجهل واتباع الهوى ،ومن خالفه في السلوك بالفسوق والعصيان ،ويكأنه جعل من نفسه معصوما ، ومن قوله وحيا يوحى ! وإن لم يزعم ذلك بلسان المقال و لكنه يترجمه بشكل سافر بلسان الحال و المقام.  
لسان حالهم
من حقي أن أتكلم ...ومن واجبك أن تسمع ..
إذا تكلمت أنت فأنت متعالم متصدر و إذا تكلمت أنا فأنا محتسب لسد ثغره ...
رأيي صواب لا يحتمل الخطأ .. ورأيك خطا لا يتحمل الصواب ...
 أنا متبع للسلف وعلى المنهج السوي و لو خالفت أصولهم ...
و أنت مبتدع منحرف و لو كنت على الجادة ..
كيف لهذا الفكر أن يلتقي مع غيره؟،
أين يقع منتصف الطريق الذي يمكن التحاور عنده؟،
 كيف الوصول إلى الحلول الوسط مع من يعيش في الأطراف لا يتحرك منها قيد أنملة؟،
كيف الطريق إلى وسطية مع من لا يعرفها فإذا عرفها فهو لا يعترف بها، بل يعدها تمييعا و زيغا عن ملة ابن عبدالمطلب ؟!!!
كما رأينا من يدعو  للحرية ولا ينقصه  شيء غير تبني الحرية، يتبنى حكيا يخالفه بفعله في كل مناسبة ، بل بلغ بهم الأمر أنه يستعدي الدولة على مخالفيه بشكل وقح وفج ويستقوي بالجهات الرسمية على من نازعوه قيادة الرأي العام وأحيانا دون ذلك بكثير، بل هاجم المجتمع تحت مبررات الخوف من هيمنة المخالف الذي سينفيهم فتحالف مع الفساد وتلوذ بألوانه ،وأشكاله ، وسمعت وسمعتم ورأيت ورأيتم ...
@4abdullah

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق